الأربعاء، 9 نوفمبر 2011

عصفورتي (2)


عصفورتي (2)
::::
::
:
.



وأخيرا عادت عصفورتي .. بعد طول الغياب
بعد الأسى والحزنِ
بعد أن كثُر العتاب ..
حتى أن اليأس عرف طريقهُ إلى قلبي
وقد كنتُ أنير بالأمل دربي
***



وأخيرا عادت عصفورتي .. وعاد إلى قلبي الصواب
ارقص يا قلبي فرحا .. واعزف الألحان
فاليوم هنا عيدٌ .. فاطرب الآذان
***




وأخيرا عادت عصفورتي .. عادت حقيقة لا سراب
التقت عينيّ بعينيها ..
ذابت يديّ في يديها
لكن .. !!
هناك خطبٌ يشغل بالها
نظراتها.. حركاتها .. شرودها ..
ساد صمتٌ في المكان ..
وهدوء أطبق بظلاله علينا
***



نعم عادت عصفورتي لكن عَودُها يحفّه الضباب
أين تلك الضحكات .. بل أين تلك الهمسات
وأين أحلى التغاريد.. وأين أين عذب البسمات
***



أيعقل أن تعود عصفورتي ويتحول القصر خراب
فقاطعت تساؤلاتي .. بعد أن رأتْ ازدياد حيرتي
أتؤمن بالقدر ؟ .. قلت حتما .. لا مفر
فمن أكون لأعارض ربّ البشر..
فقالت قدري بأني وجدت عشّا ضمّني
ومن ضياعي انتشلني..
بل بالأفراح غمرني
***


نعم عادت عصفورتي .. لكنها محملة بأنواع العتاب
وقفتُ جاثماً وبلا حراكْ .. حاولتُ انطق ..
لكن لا فكاكْ
وقفتُ حائرا وأنا أعيد شريط الذكريات
أبكي بحرقة على ما فات..
تمنيتُ حينها أن يعود الزمان إلى الوراء..

قاطعتني ثانيةً .. يا هذا لا تكن أنانيا وافطنْ
فأنت حولك فراشات وزهور ..
وهنالك غيري في عشّك يسكنْ
***


عادت عصفورتي .. ولكن عكّرَ صَفوُ الجوِّ سحاب
لم تعد كما كانت تحلِّقْ
وما عادت كما كانت تزقزقْ
فغار ينبوع ماء قلبي ..
بعدما كان دفاقا يترقرقْ

***

عادت عصفورتي ولكن أغلقت دونها الأبواب
فجاوبتها بسؤال:
لمن تتركيني يا عصفورتي؟
بل كيف سأمحوك من أوراق ذاكرتي؟
فأنتِ بيدكِ في قلبي أعشاشاً بنيتِ
***



عادت عصفور ولكن طعنتي بأقسى أنواع الحراب
قالت فاتك أمرٌ مهم
فأنا من الطيور المهاجرة
وعشّي ذاك وهم خيالك
بنيته أنت بأوهامك
فأفق يا هذا من نومك
***

عادت عصفورتي ولكن أبدلتني بفرحي اكتئاب
كلماتها كانت كالسهام
ألجمت فاهي عن الكلام
وتجمد الدم في شرايني
وطحنت مني العظام
***



عادت عصفورتي وبعد الشهد أسقتني مُرَّ الشراب
فشعرت بحالي..
ورقّت لما جرى لي
وقالت: انظر حولك وابتسم
فكذا حال الدهر
اليومُ حزنٌ
وغداً بسمةٌ ترتسم
ومتى ما حنّت ذاكرتك ..
افتح نافذتك
انظر إلى الأفق .. وعندها ستراني بلا استغراب


عادت عصفورتي وطارت كما جاءت
متواريةً بين ثغرات السحاب

طارت وأخذت معها كل شئٍ
كل أحلامي كل آمالي
وانسكب الحبر وانشطر الكتاب

فهويت على ركبي جاثياً
وأهيل على رأسي حفنات التراب


مودتي .. الطير المهاجر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق