الاثنين، 10 نوفمبر 2014

عصفورتي (1)

عصفورتي (1




مدخل ~





رفقا بقلبي أيتها الأقدار
لقد جعلت حول قلبي مدار
أتخبط وأنوح سالف عصري
وأقول هلا تعودي أيتها الأعمار
****

كعادتي أسامر البحر
جعلتُ البحر رفيقي
على شاطئه أرمي ضيقي
أستمعُ إلى همس أمواجه
همساتٍ تضئ لي طريقي

لمحت يوماً على شاطئه عصفورة
إنها كالبدر في أحلى صوره
نظرت إليها فاغرا فاهي
أحقيقة هي أم خيال صورة

حاولت التماس تفاصيلها الدقيقة
لامست يداي ريشها
وهو تداعبه النسمات
تحسست دقات قلبها
وهو متسارع النبضات
وكأنه يخفي بين حنايه
آلاف الكلمات

يا إلهي
إنها فعلا حقيقة
وكأنها ضوء الشمس
يعكس البحر بريقه

ولكن .. مع ذلك
ما زلت في اندهاش
العصافير موطنها المزارع والجبال
فماذا تفعل عصفورة خلف كثبان الرمال
فقالت أما علمت أن البدو تحضروا
وغدت المدينة تقطنها الجمال
فأحسست من حديثها بانتعاش
وتمنيت لو يطول بيننا النقاش

حديثها..
أشبه بسيل أحيا أرضا خراب
بعدما أصاب منها الجفاف مصاب
حضورها..
كانبلاج الشمس من خلف الغيوم
لتزيل عن الأشجار حبات المطر
وتزيل عن قلبي ما علق من هموم


اعتدت حضورها كل مساء
خصوصا عند منتصف الشهر
حيث اكتمال القمر
نتجاذب أطراف الحديث بلا ملل
وكلا منا يروي قصته
ونذوب معا وسط همسات البحر

وإذا بيوم لم تصل
يدب في قلبي ملل
أكره كل من حولي
تتشتت أفكاري
تغرب أنظاري
تذبل الحروف
وتضيع الجُمَل


بالأمس زادت حيرتي
لم تحضر عصفورتي
فلم أعرف للأكل طعم
فقد فقدت شهيتي
أمشي أتخبط في الظُّلَم
فقد فقدت بصيرتي

يا رب ضعفت حيلتي
أحسست بما يعانيه المدمنُ
في حال رغبته بما به يتمتع
لكني يا ربي بك مؤمنٌ
وليس سواك له يتضرع
فياربي ياااا ربي أنت وكيلها
واحفظها من كل سوء يصيبها
وأنا سأظل هنا في انتظارها
بل سأبحث عنها
وأسأل طائر الأشواق:
أين طارت عصفورتي ؟
أين طارت عصفورتي ؟

****





مخرج ~

أحيانا أشعر أن بي جنون
فعلا أن الجنون فنون
وفني أنا أن أحصل على آلة الزمن
واعود إلى سالف الأيام والسنون